قام صندوق تطوير وإقراض الهيئات المحلية ومركز حفظ التراث الثقافي في بيت لحم ضمن برنامج إعادة إحياء المراكز التاريخية في البلدات الفلسطينية RHC، بتمويل من الحكومة البلجيكية من خلال التعاون البلجيكي BTC، بتنظيم دورة تدريبية متخصصة في تقنيات الترميم وآليات الحفاظ على التراث الثقافي.
عُقدت هذه الدورة في بيت لحم بواقع يومين 3-4 كانون ثاني، 2018 تحت عنوان "منهجيات وتقنيات الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني"، والتي استهدفت المقاولين والمهندسين العاملين في ترميم المباني التقليدية والفراغات الحضرية وبلديات تلك المناطق لتطوير وبناء قدراتهم فيما يتعلق بتقنيات الترميم ومنهجيات إعادة الإحياء بالطرق الصحيحة وبما يحترم البناء الأصلي.
بدأت الورشة بترحيب من المهندس محمد ربايعة، مدير مشروع إعادة إحياء المراكز التاريخية، الذي نوّه إلى أن هذه الدورة تأتي ضمن مساعي الصندوق لرفع الخبرات في التصميم والإشراف على مشاريع الترميم للمشاركين بالاستفادة من خبرة المتخصصين في هذا المجال مثل مركز حفظ التراث الثقافي. ثم قدمت المهندسة بُسينة أبو عيشة، مهندسة المشروع من وزارة الحكم المحلي أهمية برنامج RHC، والذي يهدف إلى الحفاظ على التراث وتحقيق التنمية الاقتصادية المحلية ورفع قدرات الهيئات المحلية في مبادئ الترميم.
شكر المهندس عصام جحا، مدير مركز حفظ التراث الثقافي الصندوق والحكم المحلي لإتاحة المجال لتبادل الخبرات مع الجهات ذات العلاقة والتي لها الدور الأكبر في التأثير على التراث، وتحدث في الجلسة الأولى حول تاريخ ترميم التراث المعماري ومدارس الترميم والاتفاقيات والأنظمة والقوانين العالمية والفلسطينية والتوجهات والمفاهيم للتراث.
تحدثت المهندسة لمى قمصية، رئيس قسم الهندسة في المركز عن عدة مواضيع تمحورت حول منهجيات الحفاظ وكيفية التعامل مع هذه المباني بما يحترم قيمتها التاريخية والجمالية ومهارات إدارة المشاريع من خلال استعراض لبعض الأمثلة والنماذج التي قام بها المركز على مدار السنوات السابقة.
تمحورت الجلسة الثالثة عن تقنيات الترميم والطرق الفضلى للتنفيذ مع المحافظة على أصالة المبنى والمواد والأدوات الواجب استخدامها وكيفية معالجة المشاكل الإنشائية القائمة من قبل المهندس محمد قطوش. وانتهت الجلسات بمحاضرة عن أهمية الشراكة المجتمعية لإنجاح مشاريع الترميم وتحقيق الهدف المرجو من خلال العديد من الأنشطة الريادية والبرامج والتي تشمل أيضاً الأبحاث والدراسات الخاصة بالتراث من قبل السيدة ميس سلسع رئيس قسم التوعية المجتمعية والعلاقات العامة.
توجه بعدها المشاركين بمرافقة مركز حفظ التراث الثقافي في زيارة إلى شارع النجمة والإطلاع على أهم المشاريع التي تم تنفيذها بهدف التطويع الوظيفي وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية مثل مشروع ترميم دار الصبّاغ وحوش أبو جارور، ثم التوجه إلى منطقة برك سليمان والإطلاع على الأعمال القائمة في الموقع لترميم البركة الثالثة (السفلى) وكيفية تنفيذ الأعمال بالشكل الصحيح، ومع نهاية الدورة تم توزيع شهادات مشاركة على المشاركين والحضور.
O-Sense