منذ تأسيسه عام 2001، تميّز مركز حفظ التراث الثقافي باهتمامه بالحفاظ على مصادر التراث الثقافي الملموس وغير الملموس في مدن وقرى فلسطين، لربط الماضي بالحاضر والتأكيد على أن تراثنا هو أحد أهم مظاهر الثقافة الفلسطينية ودليل حي على هويتنا وتاريخنا. وقد قام المركز بترميم 75 مبنى تقليدي و25 مشروع تأهيل حضري وبنية تحتية في معظم مدن وقرى محافظة بيت لحم، والتي خلقت على المدى القصير أكثر من 150.000 يوم عمل مباشر، بينما على المدى الطويل وفّرت أكثر من 180 فرصة عمل دائمة.
واستكمالاً لهذه الجهود، ينفذ مركز حفظ التراث الثقافي حملات توعية لرفع الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي، بالإضافة إلى العمل على إعداد خطط الحفاظ للبلدات والقرى وإجراء البحوث والدراسات في مجال التراث الثقافي ودوره في التنمية المستدامة. كما لعب المركز دوراً أساسياً في إعداد ملفات الترشيح لإدراج بيت لحم وبتير على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
تهدف مشاريع الترميم للحفاظ على التراث المبني والحفاظ على المشهد الثقافي، وتقوم وحدة الترميم بتحديد مشاريع من شأنها أن تساهم بشكل منفرد أو جماعي في تعزيز التراث الثقافي كأداة للتنمية.
خلال الأعوام السابقة تمكن مركز حفظ التراث الثقافي من تنفيذ مشاريع ترميم لأكثر من 45 مبنى في مختلف القرى والمدن لإعادة استخدامها كمؤسسات للمجتمع المحلي، كما قام بتنفيذ 11 مشروع تأهيل حضري، ترافقت جميعها مع حملات للمشاركة والتوعية المجتمعية. كما وساهم مركز حفظ التراث الثقافي في إعادة تأهيل المشهد الثقافي لبتير.
ومن خلال هذه المشاريع ساهم مركز حفظ التراث الثقافي في خلق فرص عمل قصيرة الأمد لأكثر من 110.000يوم عمل وخلقت 130 فرص عمل طويلة الأمد.
تستثمر وحدة التوعية المجتمعية الوقت والجهد لتوعية المجتمع كجزء لا يتجزأ من الإستراتيجية لتنمية موارد التراث الثقافي واستمرارية عملية المحافظة على التراث الثقافي. تستهدف التوعية المجتمعية جميع شرائح المجتمع من نساء وشباب وطلاب وصناع القرار وقطاع السياحة وغيرهم من الجهات المهنية العاملة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي.
يتم اعتماد العديد من الطرق والأساليب لإشراك المجتمع مثل ورشات العمل والزيارات الميدانية والأعمال التطوعية والمنشورات والمشاريع الريادية. وحتى اللحظة، تمكن مركز حفظ التراث الثقافي من تنفيذ أكثر من 1.010 نشاط ونجح في الوصول لما يقرب 38.400 شخص، وبهذا حقق نوع من التغيير في التوعية المجتمعية لقيمة التراث الثقافي وأهمية المحافظة عليه.
البحث هو ركيزة أساسية لعمل مركز حفظ التراث الثقافي، حيث يساعد على تحديد استراتيجيات وخطط الأنشطة المختلفة التي يقوم بها المركز في مختلف المجالات. في حين أن التدريب هو الركيزة الأخرى التي تضمن نشر المعرفة وانجازات فريق مركز حفظ التراث الثقافي لمختلف القطاعات العاملة في المجالات ذات الصلة لموارد التراث الثقافي.
البحث الذي أجري من خلال هذه الوحدة يدعم كل الأنشطة التي يقوم بها مركز حفظ التراث الثقافي، وتولد استراتيجيات لأعمال التأهيل والحفاظ، والتدريب، وكذلك برامج التوعية والتنمية المجتمعية.